القلاع الفموي.. واحد من كل خمسة مصاب به

  • 2018/02/25
  • 11:28 ص
القلاع الفموي

Image Source: Canva

د. أكرم خولاني

يصاب معظم الناس بتقرحات الفم في فترة ما من حياتهم، تسمى هذه التقرحات بالقلاع أو الحمو، وهي حالة مرضية مزعجة جدًا، إذ إنها تمنع المصاب من الأكل بسعادة، لما تسببه من ألم كلما لامسها الطعام، والمشكلة أنه في معظم الحالات لا يتوافر علاج نهائي للقلاع، ويهدف العلاج في الدرجة الأولى إلى التخفيف من وطأة الألم الذي يعتبر العرَض البارز في هذا المرض.

ما هو القلاع الفموي

هو تقرحات مؤلمة، تصيب الأنسجة والأغشية المخاطية داخل الفم، وتظهر على أشكال وأبعاد مختلفة، منها دائرية ومنها بيضوية، محاطة أحيانًا بهالة حمراء اللون، وقد تكون صفراء من الداخل.

غالبًا ما تظهر على اللسان واللثة والشفاه وأحيانًا داخل الفم، تظهر بشكل مفاجئ، وغالبًا ما تدوم من 10 إلى 15 يومًا ثم تختفي بشكل تلقائي من دون أن تترك أي أثر أو ندبة، وتتكرر من وقت لآخر بفواصل قد تكون أيامًا أو أسابيع أو أشهرًا أو سنوات.

والقلاع مرض غير إنتاني، وغير معد، يصيب النساء أكثر من الرجال، ويصاب به شخص من كل خمسة أشخاص في وقت ما من حياته، ويصيب الأطفال والكبار، وخاصة بين عمر 10 و 40 سنة، ويخف تكراره مع تقدم العمر ليختفي دون رجعة في نهاية المطاف.

ما أنواع تقرحات الفم المتكررة؟

  1. القلاع الصغير: هو أكثر أشكال القلاع الفموي حدوثًا، وتكون فيه التقرحات مؤلمة قليلًا، بقطر أقل من 1 سم، ويتراوح عددها بين قرحة واحدة و 5 قرحات، وتستمر 7-10 أيام حتى تشفى، ولا تترك أي ندبات مكانها.
  2. القلاع الكبير: قليل الحدوث، تكون فيه التقرحات مؤلمة جدًا، بقطر 1 سم أو أكثر، ويتراوح عددها بين قرحة واحدة واثنتين فقط، وتستمر 15 يومًا حتى عدة أشهر حتى تشفى، وعادة ما تترك ندبات مكانها.
  3. القلاع حلئي الشكل: قليل الحدوث، ليس له علاقة بفيروس الحلأ، تكون فيه التقرحات صغيرة بقطر 1-2 ملم، وتكون متعددة، وتستمر من أسبوع لأشهر حتى تشفى، ولا تترك أي ندبات.

ما أسباب حدوث القلاع الفموي؟

غالبًا ما يصيب القلاع الأطفال والأشخاص الأصحاء بدون أمراض أخرى، ومايزال سببه مجهولًا حتى الآن، ويعتقد أن للوراثة دورًا في ظهوره، كما أن لاضطرابات الجهاز المناعي دورًا أيضًا، إذ يعد القلاع أحد أمراض المناعة الذاتية.

وهناك بعض الحالات التي تعتبر محرضة على ظهور القلاع الفموي، مثل: الضغوط  النفسية، بعض الأطعمة كالجوز واللوز والبندق والبهارات والتوابل والخردل والحمضيات والعسل، استعمال فراشي الأسنان القاسية، وجود أجهزة تقويم سنية، وجود أجهزة تعويضات سنية كالبدلات، التعب الشديد، الحيض عند النساء (اضطراب الهرمونات).

ولكن في حالات قليلة يكون القلاع الفموي ناجمًا عن مشكلة صحية ما، مثل: جدري الماء، العدوى بفيروس كوكساكي ب، العدوى بفيروس الحلأ البسيط، مشاكل التغذية كعوزبعض الفيتامينات والمعادن مثل ب1، ب2، ب6، ب12، الفيتامين سي، حمض الفوليك، الحديد، الكلس، والزنك، الداء الزلاقي، داء كرون، متلازمة بهجت، الفقاع الفقاعي، الحروق (الدرجة الاولى)، تقرحات الآكلة (بطانة التجويف الفموي)، أمراض اللثة، متلازمة نقص المناعة المكتسبة، الطلوان (ظهور بقع رمادية أو بيضاء اللون على سطح اللسان)، داء الحزاز المتصلب، داء الذئبة الحمامية، أورام التجويف الفموي، سرطان الجلد، مرض الزهري عند النساء، القرحة الهضمية، استخدام بعض الأدوية كالنيكورانديل والنيكوتين الفموي ومضادات الالتهاب.

ما أعراض الإصابة بالقلاع الفموي؟

تبدأ الأعراض بالشعور بوخز في منطقة ما من الفم عند تناول أطعمة حارة أو حامضة، ثم تتطور إلى حرقة، وبعد أيام يظهر التقرح، ويكون مؤلمًا، وقد يترافق القلاع بالحمى، وتورم الأغشية المخاطية، وتضخم العقد البلغمية المجاورة.

كيف يعالج القلاع الفموي؟

لا يتوفر حتى الآن علاج نهائي لهذا الداء، وتهدف المعالجات المستخدمة في الدرجة الأولى إلى التخفيف من الأعراض، وتشمل:

  • تناول المسكنات: كالباراسيتامول والإيبوبروفين.
  • التخلص من العوامل المؤهبة: عن طريق العناية الصحية العامة بالفم والأسنان، وتجنب التماس مع بعض الأطعمة مثل الحوامض، التوابل، والطعام المخرش.
  • غسول الفم: مثل كلورهيكسيدين، يخفف الألم ويسرع الشفاء ويمنع حدوث إنتان ثانوي في التقرحات، لكنه لا يمنع ظهور تقرحات جديدة. ويجب تجنب المطهرات الفموية القوية، وتجنب غسولات الفم المحتوية على مواد محسسة مثل الفلورين.
  • الجيل أو البخاخ الفموي المخفف للألم (ليدوكائين أو بنزيدامين): يخفف الألم لوقت قصير، لذا قد يستخدم في الحالات المؤلمة قبل الرضاعة بعدة دقائق عند الرضع والأطفال.
  • مرهم أو معجون الكورتيزون الفموي (Kenalog IN Orabase): يخفف الحكة والألم إذا طبق على التقرحات.
  • غسول البريدنيزولون: مستحلب قد يفيد إذا لم يكن السبب من الإنتانات الفيروسية والجرثومية.
  • معلق تتراسكلين: يستخدم مرتان في اليوم، ويترك في الفم عدة دقائق، وقد يعطي نتائج جيدة في بعض الحالات.
  • حبوب الكورتيزون أو كابتات المناعة أو كولشيسين، لا تؤخذ إلا بوصفة طبيب.
  • آفات الجانب الباطني من الشفة: يمكن أن تمس بلطف بمسحة مرطبة بحمض الصفصاف 3% وحمض اللبن 4%.
  • غرغرة الفم مطولًا بشراب مضاد للحموضة.
  • تناول جرعات من فيتامين ب المركب.
  • استعمال مركب أسيكلوفير المضاد للفيروسات.
  • استخدام جل فموي مضاد للفطريات (ميكونازول) وكبسولة فلوكونازول 50ملغ مرة واحدة تكرر بعد أسبوع.
  • إذا كانت الآفة القلاعية آتية لا محالة فيمكن تناول جرعة عالية من الفيتامين C إلى جانب أحد المركبات المحتوية على الفلافونيدات ثلاث مرات في اليوم.

ما سبل الوقاية؟

  • العناية بصحة الفم واللسان والأسنان، واستعمال مضامض معقمة وبشكل دوري خلال العام.
  • تقوية مناعة الجسم عن طريق التغذية الجيدة، والنوم الكافي، وممارسة الرياضة البدنية، والاستقرار النفسي.
  • تجنب الأطعمة الغنية بالهيستامين المهيجة لحدوث القلاع كالجوز والفريز والبهارات والأجبان.
  • الإكثار من تناول فيتامين C.
  • تناول اللبن يوميًا لأنه يساعد على تحقيق التوازن الطبيعي بين جراثيم الفم المختلفة المتعايشة فيه.

مقالات متعلقة

  1. ما الذي نعرفه عن العكبر
  2. رغم العناية.. "القلاعية" تهدد بنفوق الماشية في الباب 
  3. حملات تلقيح للمواشي تحسن واقع الثروة الحيوانية في درعا
  4. الحلأ البسيط.. مرض كثير الشيوع قليل من الناس يعرفون حقيقته

صحة وتغذية

المزيد من صحة وتغذية