عنب بلدي – العدد 138 – الأحد 12/10/2014
تشير الأنباء أن الحكومة والائتلاف مهددين بالانهيار التام لانعدام الدعم المادي الدولي، وهو ما يتناقله همسًا بعض الموظفين في كلا المؤسستين، مستندين إلى تحذيرات تلقوها بتوقف دفع الرواتب مع نهاية العام 2014، ومشيرين إلى عودة الصراع بين الكتل السياسية التي تمثلها، ومن خلفهم الدول الداعمة وعلى رأسها قطر والسعودية، وهو إن حصل -أي توقف الدعم- سيكون بمثابة رصاصة الرحمة على العملية السياسية التي حاولت المعارضة السورية الاضطلاع بها منذ ثلاث سنوات.
الأحداث الدائرة ستدفع السوريين نحو الجنون، إن لم يكن الجنون قد استحكم بهم أساسًا… تحالف من أربعين دولة يقصفهم من الجو، وتنظيم يقطع رؤوسهم على الأرض، و»نظام» يقصفهم ويقتلهم في الأرض والجو معًا، وبحر من فوقه بحور فاغر فاه لقواربهم، وفوق كل هذا عملية سياسية معدومة بلا أفق ولا أمل باد.
لا شك أن هذا القهر سيستحيل بركانًا سيلقي بحممه في وجه الجميع، وأولهم في وجه أولئك الذي ادعوا أنهم أصدقاءه على مدى السنوات السابقة، ولم يحركهم في المجازر الممتدة على طول الأراضي السورية إلا تلك التي نفذها تنظيم الدولة.
منذ صغرنا ونحن لا نسمع في بيانات الحزب الحاكم إلا أن الصمود هو عنوان المرحلة، وإن كان من عنوان لهذه المرحلة فهو الجنون، الجنون الذي يساق له السورييون سوقًا، ولن يكون غريبًا بالتأكيد أن هذا الجنون سيكون «داعش» نفسه.