عنب بلدي – حلب
“بين كل حفرة وحفرة هناك ثالثة، عمق كل منها نصف متر، وعليك الحساب والقياس”، هكذا يصف الأهالي سوء حال الطرقات الرئيسية والفرعية في ريف حلب الشمالي، وسط غياب كامل لمشاريع الإصلاح من قبل الجهات المعنية.
يعاني أهالي الريف الشمالي لحلب من تهالك الطرقات، التي ازدادت سوءًا في الشتاء بسبب الأمطار والوحل، لا سيما مع الحفر التي تخلفها سيارات الشحن المحملة بأطنان من المواد، وتتحرك من معبر “باب السلامة” الحدودي مع تركيا، باتجاه المنطقة الشرقية، إلى جانب صهاريج نقل الوقود التي تصل ريف حلب الشمالي متوجهة إلى الغربي ومدينة إدلب.
ومع أن المشكلة عامة، إلا أن الطرقات في بعض القرى والبلدات، تعتبر “سيئة جدًا”، وفق تعبير الأهالي، ما دعا إلى البدء بحلول إسعافية لإصلاحها، شارك فيها مجلسا كل من قرية دابق وبلدتي أخترين وصوران، الاثنين 5 شباط.
إمكانيات بسيطة
تعمل المجالس المحلية على فرش طبقات من الحصى وبقايا الأتربة، ثم دحلها جيدًا لتكون حلًا مرحليًا، في محاولة للتقليل من مشاكل وصعوبات التنقل عليها، في انتظار إعادة تأهيل الطرقات وتزفيتها بالكامل.
ويقول أحمد حميدي، رئيس المكتب الخدمي في مجلس قرية دابق، في حديثه لعنب بلدي، إن الطريق العام مازال غير مؤهل، “حصلنا على وعود كثيرة من منظمة التضامن وغيرها، ولكن لم ينفذ حتى اليوم أي مشروع في المنطقة”.
“نعمل بشكل بدائي ووفق المتاح والإمكانيات”، على حد وصف حميدي، الذي يشير إلى تعطل الصرف الصحي وشبكة المياه على الطريق، لافتًا إلى أن عمليات تنظيف الطريق وفرشه بالحصى بدأت بمساعدة المجلس المحلي في أخترين، على أن تكون المرحلة الثانية في وقت لاحق”.
وبحسب حميدي، فإن المجالس المحلية حصلت على وعود من الحكومة التركية، مفادها أن الطريق من اعزاز وحتى مدينة الباب سيبدأ إصلاحه وتزفيته بدءًا من مطلع نيسان المقبل.
الأهالي يشتكون
“الطرقات في الريفين الشمالي والشرقي تحمل اسمها فقط، لكنها لا تصلح حتى لمشي الحيوانات”، يقول بدر كجك، من أهالي ريف حلب الشمالي، مشيرًا لعنب بلدي إلى أن “الآليات والسيارات تواجه صعوبة في السير، الأمر الذي سبب انزلاقات وحوادث سير متكررة”.
وتمنى الشاب من المجالس المحلية ومنظمات المجتمع المدني، والمعنيين داخل وخارج سوريا، “النظر بعين الاعتبار إليها في ظل غياب تام للمشاريع الخدمية”.
يتحدث رمزي الباشا، من أهالي بلدة صوران، عن غياب المشاريع، “الريف الشمالي بحاجة لإصلاحات كبيرة، بعد أن مرت سنة على طرد تنظيم (الدولة الإسلامية)”، مشيرًا إلى أن “المنظمات تأخذ الدراسات وتغيب بينما الطرقات في حال يرثى لها”.
عبد السلام قاسم، سائق سيارة إسعاف في ريف حلب، يرى الأمر من زاوية عمله، ويقول إن المريض هو الأهم في عمله، واصفًا وضع الطرقات بـ “الكارثي”.
“كأنك تمشي في جبل أو وادٍ”، يضيف عبد السلام لعنب بلدي، مشيرًا إلى أن “معظم المرضى تزداد حالتهم سوءًا بسبب الحفر وسوء الطرقات”، موضحًا “الطريق من دابق إلى اعزاز سيئ جدًا، وكذلك في صوران واحتيملات وكفرة، بينما يبدو الطريق من يحمور وصولًا إلى اعزاز (ثمانية كيلومترات) أفضل من غيره”.
ويستغرق الطريق من قرية دابق إلى اعزاز (20 كيلومترًا)، بين ساعة وساعة وربع، بحسب سائق السيارة، الذي يؤكد “أنا مجبر على المشي بحذر”، متمنيًا إصلاحه في أقرب وقت.