عنب بلدي – العدد 137 – الأحد 5/10/2014
لكنها بطريقة أو بأخرى معنيّة بقضايا فساد إدارية ومالية متعلقة بوحدة تنسيق الدعم التي ترأسها، إذ تلاحقها هذه القضايا منذ إنشاء الوحدة في كانون الأول عام 2012.
ولو أنها مهتمة بحفظ ماء وجه المعارضة والمضي في طريق الثورة، لانسحبت من الصورة وسط مطالب شعبية متكررة تطالب بتحييدها، دون آذان صاغية، حتى أن بعض الناشطين أطلقوا تهكمًا “الأسد بيسقط والأتاسي ما بتسقط”.
المشكلة ليست في الأتاسي وحدها، إذ لطالما صدرت قرارات بإقالة الحكومة أو المجالس العسكرية من قبل الائتلاف، أو حجب الثقة عن أعضائه في المقابل؛ لكن، وفي كل مرة، يرفض الطرف المستهدف القرار، متذرعًا بأنه ليس من صلاحيات الطرف الآخر، وكل جهة تعتقد أنها الآمرة الناهية والوصية على الثورة من بابها لمحرابها.
وإذا ما بحثنا عن الدوافع خلف هذه الإقالات ورفضها، لوجدنا أنها مبنية أصولًا على قرارات سياسية، بعيدًا عن مضمونها العلني، ما يعني أن كل تيارٍ من أطياف المعارضة ينتظر الآخرين على “نكشات”، ليظهر فشلهم أو تقصيرهم.
الملفت في الأمر أن قرارات الحجب والإقالة، تشهد في العموم تأييدًا شعبيًا باعتبارها خطوة على طريق تنظيف مؤسسات المعارضة، لكنها تذهب هباءً، ليغسل السوريون أيديهم من أي بصيص أملٍ كان بإمكان المعارضة أن تسلكه.
ربما ينظر لتصرفات “صبيان” المعارضة السورية على أنها تخبط وقلة خبرة في المجال السياسي والإداري، لكنها من ناحية أخرى تشغل المنتفضين في وجه الأسد بقضايا بعيدة عن ثورتهم، لا تسمن ولا تغني من جوع، وفق استراتيجية “الإلهاء” لخداع الجماهير، التي شخّصها نعوم تشومسكي، وعمل بها الأسد خلال 3 سنوات مضت.
نعم، سيسقط الأسد يومًا، لكن آخرين اتبعوا طريقته في البقاء، ومكنوا جذورهم على دماء الشهداء، يحتاجون ثورات وثورات، لخلعهم واستئصال سرطانهم.