عنب بلدي – العدد 136 – الأحد 28/9/2014
ورغم أن جميل السيد، المدير العام السابق للأمن العام، كان مطلوبًا للتحقيق النيابي عام 2010، إلا أن ميليشيات مسلحة وسيارات بلا لوحات تابعة لحزب الله، “استباحت” مطار رفيق الحريري الدولي لاستقباله، وفق بيان للأغلبية النيابية آنذاك، المتمثلة بقوى 14 آذار.
لم يتمكن الجيش اللبناني حينها، من اتخاذ أي تدابير لإيقاف تطاول حزب الله على السيادة اللبنانية، بل التزم بـ “الفرجة المجانية” تجاهها، كما أنه لم ينجح على الدوام بفك اشتباكات بين عائلات لبنانية أو عصابات داخلية؛ متذرعًا بأنها محسوبة على تيار أو فصيلٍ مسلح.
إلى اليوم، لا تخلو شوارع لبنان بشكل متكرر من إغلاق للطرق عبر احتجاجات تضر بمصالح الآخرين؛ وبغض النظر عن أحقية هذه الاحتجاجات من عدمها، إلا أن الجيش اللبناني “لا حول ولا قوة”.
ربما كانت منظومة “الشّرف والتضحيّة والوفاء”، مغلوبًا على أمرها، لكنها تحولت اليوم وفجأة، لـ “بعبع” يخوف اللاجئين السوريين العزل، وسط تكتلات وتيارات تطالب بالوقوف صفًا واحدًا خلف الجيش، في “حربه ضد الإرهابيين القادمين من سوريا”.
إن للإرهاب صورًا عدة، وقد كرس الأسد أبرز صورها في المنطقة، حين زج الجيش في حربٍ ضد أبناء الشعب، واليوم تحاول عقليات “ساديّة” أن تكرر الصورة في لبنان.
وإذا أراد اللبنانيون حقًا أن يعلموا مصدّر الإرهاب إليهم، فإن مشهد السوريين المكبلين المبطوحين على الأرض، وخلفهم حرائق تشعل خيمهم، التي آوتهم بعد هربهم من جحيم الحرب في سوريا، لكفيلةٌ بذلك.