عنب بلدي – العدد 135 – الأحد 21/9/2014
- الكرسي
هل الرغبة في الكرسي محرمة؟ هل حسد الآخرين إذا حصلوا عليه خطأ قاتل؟ ومتى يكون قاتلًا؟ لقد أنكر الملائكة حصول آدم على عرش الخلافة، ولأنهم أكثر تأدبًا مع الله من أن يظهروا ذلك فقد عبروا عن ذلك بعدم أهلية آدم لذلك المنصب {قالوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} (سورة البقرة، 30). واليوم الكثير من المعارضين لا يفصحون عن رغبتهم في السلطة والمنصب ولكنهم يعبرون عنها بنقد الآخر وتعداد منجزاتهم. لم يكن هذا الخطأ قاتلًا ما دام النقد كان موجهًا للعمل لا للشخص لأن هذه الإشكالية تحل بالتبيان والأهلية. كما حصل عندما علّم الله آدم الأسماء كلها ولم تستطع الملائكة التسمية، فرضيت وأيقنت وسلمت. لكن عندما يتحول التشكيك من الفعل إلى الشخص يكون الخطأ قاتلًا. عندما يكون المبرر أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين، عندها لا أمل في إصلاح ذات البين ولا خير يرجى في ذلك الشخص لقيادة المعارضة. وهذا ما نراه عند المعارضين الذين يسيئون لشخصيات زملائهم ليبقوا الوحيدين في الساحة، فكان الجواب اخرج فما كان لك ان تتكبر فيها، وأن عليك اللعنة إلى يوم الدين.
- الفرد والمجتمع
الخلاص الفردي متاح دومًا لأنه رهين وسعك والتزامك بما تؤمن به {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} (سورة المدثر، 38). الخلاص الفردي مرن متحرك متمرد على القوانين، أما خلاص المجتمع فرهين تراكم الوعي الجمعي لإنشاء عرف جديد، وهذا لا يكون إلا بقيام كتلة حرجة من الأشخاص بهذه المهمة. خلاص المجتمع تحكمه قوانين صارمة تتكرر ويمكن التكهن بها. الأبطال يصنعون أمجاد الأمة ويزينون جدران البيوت وصفحات كتب الافتخار لكن تقدم المجتمع للأمام لا يقوم به إلا الناس، أنا وأنت، عندما نتقاسم تركة الأبطال. لأجل ذلك كان التركيز على بشرية الرسل وخلود الرسالة.