الحياة تدب في كفرنبودة.. والمنظمات غائبة

  • 2017/12/31
  • 10:53 ص
ترحيل أنقاض المنازل المدمرة في كفرنبودة -25 كانون الأول (عنب بلدي)

ترحيل أنقاض المنازل المدمرة في كفرنبودة -25 كانون الأول (عنب بلدي)

عنب بلدي- إياد عبد الجواد

شهدت بلدة كفرنبودة في ريف حماة الشمالي دوران عجلة الحياة فيها، خلال الأشهر الماضية، بعد عودة الأهالي نتيجة توقف المعارك وهدوء القصف بعد اتفاقية “تخفيف التوتر” المتفق عليها في محادثات أستانة بين فصائل المعارضة والنظام السوري برعاية الأطراف الضامنة (تركيا وإيران وروسيا).

البلدة، التي تعتبر من أهم البلدات التجارية في ريف حماة، شهدت عودة الحياة إليها تدريجيًا منذ شهر رمضان الماضي، بحسب رئيس المجلس المحلي للبلدة، جميل الشيخ، الذي أكد لعنب بلدي أن قرار “تخفيف التوتر” شجع الأهالي للعودة إلى منازلهم بعد معاناة في مخيمات النزوح في مناطق مختلفة كريف إدلب الجنوبي وسهل الغاب.

عودة الحياة الاقتصادية

مع عودة الأهالي بدأ النشاط الاجتماعي والاقتصادي يستأنف في البلدة، إذ بدأ أصحاب المحال التجارية بافتتاحها كما عاد النشاط إلى سوق الهال من تجارة وخضار ومواد غذائية، إضافة إلى توفر كل ما يلزم المواطن من مستلزمات في الأسواق.

من جهته أكد هلال أبو محمد، العامل ضمن مرصد ريف حماة الشمالي المعروف باسم “مرصد العشرين”، أن الوضع التجاري في البلدة بات مقبول نسبيًا بعد عودة 70% من الأهالي إليها، لكن ليس كما كانت عليه سابقًا، لأن أغلب التجار وأصحاب رؤوس الأموال لم يعودوا خوفًا من تكرار حالات القصف والمعارك وانفجار الأوضاع مجددًا.

كما لعب دمار المنازل بشكل كامل دورًا في عدم عودة التجار والأهالي إلى البلدة، مع عدم المجازفة بإعادة إعمارها خوفًا من قصفها مرة أخرى، في حين رممت الأبنية المدمرة جزئيًا من قبل مالكيها وعلى نفقتهم الخاصة بالرغم من وضعهم المعيشي الصعب، بحسب ما أكده الشيخ.

الأهالي يرممون المدارس

قطاع الزراعة عاد أيضًا إلى الحياة ولو بجزء بسيط، إذ زرعت الأراضي البعيدة عن مناطق النظام وقوات الأسد، وبدأ الأهالي بممارسة حياتهم الزراعية بشكل جيد رغم غلاء مواد الزراعة كالبذار والأدوية والأسمدة، وغيرها من التكاليف.

أما الوضع التعليمي فرممت المدارس جزئيًا بعد عودة أغلب الطلاب لصفوف الدراسة، إذ تم إصلاح الأبواب والنوافذ وبعض مقاعد الدراسة، إضافة إلى تزويد المدارس بالمدافئ وتقديم المحروقات استعدادًا لفصل الشتاء.

الشيخ أكد أن ذلك تم عن طريق تبرعات الأهالي والعمل الشعبي في ظل غياب المنظمات، إذ بدأ الأهالي بجمع مبالغ مالية لترميم المدرستين المتبقيتين من أصل 11 مدرسة وإصلاحهما، لتأمين الجو المناسب للطلاب الذين أقبلوا بشكل كبير على التعليم بعد انقطاعهم عن العملية التعليمية خلال السنوات الماضية.

المنظمات غائبة

وبالرغم من عودة الحياة إلا أن الواقع المعيشي للأهالي لم يكن جيدًا، بعد خسارتهم أغلب ممتلكاتهم ومصالحهم التجارية، بحسب أبو محمد، الذي أكد أن الوضع المعيشي لبعض العائلات سيء للغاية في ظل غياب المنظمات وعدم تقديمها أي دعم للأهالي، خاصة وأن أسعار المواد الغذائية والخضروات والفواكه مرتفعة بسبب فرض الأتاوات من قبل حواجز النظام الواقعة بين مدينتي السقيلبية وقلعة المضيق.

مقالات متعلقة

منظمات مجتمع مدني

المزيد من منظمات مجتمع مدني