نازحو دير الزور بعيدون عن العودة

  • 2017/12/17
  • 12:56 ص
أطفال على ركام حي الحميدية في دير الزور - 2013 (أرشيف عنب بلدي)

أطفال على ركام حي الحميدية في دير الزور - 2013 (أرشيف عنب بلدي)

أورفة – برهان عثمان

يروج إعلام النظام السوري لعودة الحياة “الطبيعية” إلى دير الزور، إلا أن الواقع على الأرض يختلف وفق ما يفيد نازحو المدينة، وآخرون مازالوا يعيشون داخل أحيائها حتى اليوم.

“واقع المدينة مايزال ممزوجًا بالسواد والأوجاع”، يعبر بعض من استطلعت عنب بلدي آراءهم في المدينة، ويقول أبو محمد (45 عامًا)، الموظف في إحدى مؤسسات النظام الحكومية، لعنب بلدي، إن “الأجهزة التنفيذية مشغولة بتقاسم الأموال، ونهب ما بقي من المدينة”.

 قال التلفزيون الرسمي إن الاتصالات الأرضية والخلوية، عادت للعمل في جميع المناطق التي سيطرت عليها قوات الأسد في دير الزور، السبت 16 كانون الأول.

ويشير أبو محمد إلى أن الميليشيات وقوات الأسد “سرقت حتى أكبال الهاتف الأرضي المدفونة في الأرض”، متسائلًا “كيف لأمثال هؤلاء أن يعيدوا بناء المدينة؟”، الأمر الذي يراه الأهالي من حقهم.

منذ سيطرة النظام على كامل المدينة وآخرها حي الحميدية، مطلع تشرين الثاني الماضي، تشتكي شريحة من أهالي دير الزور من عمليات السرقة وغياب الأمان.

إلا أن النظام أعلن عن وصول الدفعة الأولى من أموال إعادة الأعمار، المخصصة لإزالة الأنقاض من المدينة، والتي ستجري على عدة مراحل على مدار أربع سنوات، وفق مصادر في النظام، وقدرت حجم الدفعة بحوالي ملياري ليرة سورية.

مصادر محلية مختلفة أكدت لعنب بلدي أنه “لا شيء من إعادة الإعمار حصل، إذ اقتصرت أعمال البلدية خلال تشرين الثاني الماضي، على تنظيف بعض شوارع حيي القصور والجورة”.

نازحون يحلمون بالعودة

يتوقع أبو محمد أن كثيرًا من النازحين “لن يعودوا إلى هذا الخراب”، مؤكدًا أن “النظام وأذرعه الإعلامية والأمنية، يحثون النازحين على العودة إلى المدينة، وخاصة الموظفين الذين يدرس إيقاف ندبهم إلى الخارج”.

بعض النازحين هالهم ما شاهدوه عند عودتهم، فتعززت رغبتهم بالبقاء بعيدًا عن دير الزور، وفق أبو غنام (72عامًا)، الذي لم يكن يعلم ما سيراه، بعد عودته مؤخرًا من دمشق مع اثنين من أشقائه إلى مدينة دير الزور.

“كل ما كنت أفكر فيه هو ذكريات حياتي في شوارع تلك المدينة المعذبة”، يقول الرجل السبعيني الذي تحول شوقه إلى استياء من مشقة السفر والمعاملة “السيئة”، التي لقيها من عناصر النظام المنتشرين في الطريق، وعلى مداخل المدينة.

يتحدث أبو غنام عن أكثر من سبعة عقود “تبخرت مع دخان الحرب وهول الصدمة”، بحسب تعبير الرجل، الذي وجد منزله المؤلف من ثلاثة طوابق، مدمرًا تعلوه حجارة كتب عليها “هنا جيش الأسد”، بينما تحمل بعض الجدران المدمرة جزئيًا من الداخل شعارات “الخلافة”.

يصف المسن شعوره بعد رفض الجنود توسلاته بزيارة قبور والديه وأشقائه، بـ “الخذلان”، مبديًا رغبته بمغادرة المدينة، التي لم تعد تشبه ما يتذكره، “من المستحيل أن تكون هذه ديرالزور”.

وتتحدث شقيقته أم سعيد (70 عامًا)، عن سوق في حي الجورة لبيع الأثاث المستعمل، الذي نقله جنود الأسد من الأحياء التي كانت خارج سيطرة النظام في المدينة.

وتقول أم سعيد لعنب بلدي إنها وجدت بعضًا من أثاث بيتها معروضًا للبيع في أحد المحال، موضحةً “حاولت الاستفسار من البائع، لكن عناصر الأمن هددوني”، فلم تجد ما تستطيع فعله سوى البكاء.

ووفق شهادات لبعض الأهالي الذين تواصلت معهم عنب بلدي في حي الجورة، فإن عناصر النظام ينقلون الأغراض من الأحياء التي سيطروا عليها يوميًا، “بعضها ينقل إلى الحسكة ودمشق”.

ويؤكد أهالي المدينة أن معظمهم مازالو ممنوعين من دخول الأحياء التي كانت خارج سيطرة النظام، إلا بعد حصولهم على تراخيص أمنية خاصة، تضمن عبورهم الحواجز المنتشرة بينها، وسط استمرار في انقطاع الخدمات الأساسية في المدينة وخاصة الكهرباء والماء.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع