يعيش بعض الأطفال المصابين بمرض الناعور النادر في الغوطة، دون دواء في ظل الحصار ما يهدد حياتهم بالخطر.
وعلمت عنب بلدي من مصادر طبية داخل الغوطة، أن سبعة أطفال موثقين كأعداد أولية مصابون بالمرض، الذي يمنع تخثر الدم في حال النزف.
وقال مسؤول المناصرة في الجمعية الطبية السورية- الأمريكية “SAMS”، الطبيب محمد كتوب، في حديث إلى عنب بلدي اليوم، الخميس 30 تشرين الثاني، إن خمسة أطفال موثقين بالاسم محرومون من دوائهم.
الطفل حمودة (5 سنوات) أحد المهددين بالخطر، ودواء الطفل وأقرانه متوفر في دمشق، والتي تبعد كيلومترات قليلة عن الغوطة، بحسب كتوب.
وأكد أن “الأمم المتحدة دخلت إلى الغوطة ثلاث مرات خلال الشهر الماضي”، معتبرًا أن “عدم تأمين دواء للطفل والمصابين الآخرين فشل ذريع”.
والناعور يمنع تخثر الدم بعد الجروح والرضوض، وبالتالي أي جرح أو رض يمكن أن يسبب أذية كبيرة وصولًا إلى الموت.
أشقاء حمودة الثلاثة يعانون من المرض أيضًا، كما قال كتوب، الذي أشار إلى أن أولئك الأطفال “جزء صغير من معاناة الأهالي”.
ويحتاج المصابون بالناعور إلى “العامل الثامن”، إلى جانب إجراءات غذائية وأدوية أخرى، ليتمكنوا من الذهاب إلى المدرسة أو الروضة.
المرض الوراثي لا يقتصر فقط على النزف، وتكمن خطورته في حال الإصابة بالرضوض الداخلية التي يمكن ألا تظهر مباشرة.
ويعاني الأطفال من شعور دائم بالضغف والإعياء، ولفت الطبيب إلى أن “جمعية الناعور” في دمشق التي لها منسق في جميع المحافظات، كانت توفر خدماتها قبل الحصار ولكن “من الصعب التواصل مع الجمعية حاليًا في ظل تشديد النظام على الاتصالات”.
وتحتاج مئات الحالات المرضية للخروج الفوري من الغوطة الشرقية، وسط نقص في الأدوية والمستلزمات الطبية، والقدرة على العلاج.
ويمنع النظام السوري إخلاء الحالات، والتي قدرتها الجمعية الطبية السورية الأمريكية في تشرين الأول الماضي، بحوالي 406 حالات بحاجة إلى إخلاء.
الطفلة روان الناصر من قرية الميدعاني (سبع سنوات) واحدة من هذه الحالات، وتعاني من قصور كلوي وشلل دماغي ونزيف عنكبوتي واختلاج.
وتتفاقم الحالات بشكل مستمر في ظل نقص الأدوية، وتوقع كتوب، في حديث سابق إلى عنب بلدي، ازدياد الوضع سوءًا مع دخول فصل الشتاء.
وأوضح “تزيد شريحة الأمراض غير القادرين على علاجها وتتحول المتوسطة إلى حادة، والأخيرة يمكن أن يكون أصحابها عرضة للوفاة بشكل أكبر”.
–