تحتاج مئات الحالات المرضية للخروج الفوري من الغوطة الشرقية، وسط نقص في الأدوية والمستلزمات الطبية، والقدرة على العلاج.
الطفلة روان الناصر من قرية الميدعاني (سبع سنوات) واحدة من هذه الحالات، وتعاني من قصور كلوي وشلل دماغي ونزيف عنكبوتي واختلاج.
وعجز الأطباء عن علاجها في الغوطة الشرقية، بسبب عدم توفر الإمكانيات المتاحة واللوازم الطبية، إثر الحصار التي فرضته قوات الأسد منذ خمس سنوات.
تعيش روان في منزل مع عائلتها المؤلفة من ستة أشخاص (الأب، الأم، أربعة إخوة)، والتي هجرت من قرية الميدعاني إلى بلدة حمورية، على خلفية القصف المكثف من الطيران الحربي.
في حديث مع والد الطفلة مهند الناصر اليوم، الأربعاء 29 تشرين الثاني، قال إن الأطباء المختصين بحالة روان يوجدون في العاصمة دمشق، أو في لبنان، ولا يمكن علاجها أو إخراجها بسبب الحصار.
وأضاف أن الوضع المادي التي تعيشه العائلة سيئ بسبب انقطاع العمل، وعدم توفر الطعام والشراب وغلاء المعيشة، مشيرًا إلى أن ابنته الثانية تراجعت صحتها بشكل كبير في الآونة الأخيرة أيضًا.
ويمنع النظام السوري إخلاء الحالات المرضية من الغوطة، وقال الدكتور محمد كتوب، مسؤول المناصرة في الجمعية الطبية السورية الأمريكية “SAMS”، إن الجمعية أحصت 406 حالات بحاجة إلى إخلاء، حتى 28 تشرين الأول.
وتتفاقم الحالات بشكل مستمر في ظل نقص الأدوية، وتوقع كتوب، في حديث سابق عنب بلدي، ازدياد الوضع سوءًا، مع دخول فصل الشتاء.
وأوضح “تزيد شريحة الأمراض غير القادرين على علاجها وتتحول المتوسطة إلى حادة، والأخيرة يمكن أن يكون أصحابها عرضة للوفاة بشكل أكبر”.
وتشابه حال الطفلة روان مئات الحالات المرضية في الغوطة التي تحتاج إلى إخلاء فوري، في حين تقف المنظمات الدولية عاجزة عن فعل أي شيء.
وتوفي ثمانية أطفال منذ تشرين الأول الماضي، جراء نقص الغذاء والدواء، بينما يقف مئات الأطفال أمام ظروف تهددهم بالموت.
وكانت الجمعية الطبية وثقت وفاة تسع حالات خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، بمعدل حالة كل أسبوع أو عشرة أيام.
–