ستون بالمئة من شباب ريف حمص بلا عمل

  • 2017/11/26
  • 12:01 م

ترميم أحد الأبنية المهدمة في الحولة بريف حمص - 25 تموز 2017 (عنب بلدي)

ريف حمص – مهند البكور

أصبحت قضية البطالة الحديث الأبرز في مدن وبلدات ريف حمص الشمالي، بعدما توقفت أعمال شريحة عمرية واسعة على خلفية الحصار المفروض على المنطقة من قبل قوات الأسد، وما رافقه من ركود تجاري واقتصادي.

وكان لمنطقة الحولة النصيب الأكبر من هذا الجمود، خاصةً بعد فصل قوات الأسد مئات الموظفين عقب مجزرة الحولة، في أيار 2012، إضافةً إلى تعميم أسماء الطلاب الجامعيين وطلاب المعاهد أمنيًا، الأمر الذي أدى إلى نسبة لا تقل عن 60% من شباب المدينة بلا تعليم وعمل.

اعتبر الطالب الجامعي أمير العبد الله أن إيجاد فرصة عمل في ريف حمص الشمالي “حلم لا يمكن تحقيقه”، فالمال غير متوفر وتقتصر الأعمال بين تحميل البضائع ونقلها، أو الالتحاق بأخرى مؤقتة لا تستمر لأيام.

وقال لعنب بلدي إن توقفه عن إكمال دارسته الجامعية كان له الأثر الأكبر، إذ يعمل حاليًا بمهنة بعيدة عن اختصاصه الجامعي، وهي صيانة الحمامات، التي يطلق عليها في المنطقة اسم “السمكري”.

المحامي إياد البكور، المطلع على قضايا العمل والتجارة في المنطقة، أوضح أن البطالة منتشرة في ريف حمص بنسب عالية، إذ توقفت المعاملات التجارية في المنطقة، وأضحى عدد كبير من الشباب بلا عمل.

وأشار لعنب بلدي إلى أن أهالي المنطقة الذين يعملون بالزراعة يشكّلون 30% من العدد الإجمالي للسكان، أما المهن الحرة والتجارة فتشكل 10%، ليبقى ما يزيد عن 60% بلا عمل.

ويزيد من هذه الظروف قلة المشاريع التنموية في المنطقة، وتوقف الدعم التعليم.

بينما قال عضو المجلس المحلي في منطقة الطيبة الغربية، عبد اللطيف الخطيب، إن التضييق الأمني على ريف حمص له الدور الأكبر في زيادة معدل البطالة في المنطقة.

وأضاف أنه رغم عمل بعض الأشخاص في القطاع الزراعي، إلا أنهم يتعرضون في معظم الأحوال للخسارة، بسبب عدم بيع المحاصيل وقلة الموارد المادية اللازمة لعملية التصريف.

وتحدث الخطيب عن السلبيات التي ترافق انعدام فرصة العمل، إذ تؤدي إلى تأخر الزواج وارتفاع نسب العنوسة في المنطقة، كما أنها قد تسبب مستقبلًا في تفكك الروابط الأسرية، لعدم قدرة رب الأسرة على تأمين مستلزمات عائلته.

وإضافةً لما سبق، تعتبر ظاهرة التسول وعمالة الأطفال من أبرز الأسباب التي نتجت عن البطالة، بحسب الخطيب، الذي اعتبر أنهم خرجوا من أجل مساعدة ذويهم لتأمين قوت يومهم.

وطالب رئيس المجلس المحلي “الائتلاف السوري” والمنظمات الإنسانية بالنظر في قضية البطالة، وتأمين عمل للشباب في المناطق المحاصرة شمالي حمص.

التعليم يهدد الأجيال القادمة

ويهدد غياب التعليم لسنتين متتالين (2012 – 2013) مستقبل الأجيال القادمة من الشباب، بحسب الشاب ياسر المحمد الذي ترك التعليم وحمل السلاح في السنوات الأولى للثورة السورية.

يعمل ياسر حاليًا في الأعمال الحرة كي يؤمّن مصروفه الشخصي، ومستلزمات الحياة اليومية لعائلته، وقال لعنب بلدي إن فرص العمل غير متوفرة أمامه، كونه لا يحمل أي شهادة علمية.

وأضاف أنه يتلقى ما يقارب 1500 إلى 2000 ليرة سورية يوميًا، والتي لا تفي مصاريفه اللازمة التي ازدادت مع الأيام الأولى لفصل الشتاء كحال جميع المدنيين شمالي حمص، (الدولار يعادل 450 ليرة).

ولا تختلف رؤية الشاب ياسر عن وجهة نظر الناشط عمر الكسم، الذي اعتبر أن هذه الظروف زادت من حدّة المعاناة في الريف الشمالي المحاصر، ومدينة الحولة خاصةً، لا سيما أن العديد من المنظمات لا تقبل شهادة “المعاهد الثورية” والجامعات الافتراضية التي استعاض بها بعض الشباب كبديل عن شهادات النظام السوري المعترف بها دوليًا.

جهود محلية لسد العجز

وأمام هذا الواقع تسعى الجهات المحلية المسؤولة عن المنطقة لإيجاد حلول وإجراءات من شأنها سد العجز في قطاع العمل.

وقال رئيس المجلس المحلي في مدينة الحولة، أسامة جوخدار، إن المجلس يقوم حاليًا بالتواصل مع منظمات المجتمع المدني لتأمين مشاريع زراعية وصناعية من أجل توظيف شريحة واسعة من الشباب.

واعتبر، في حديث إلى عنب بلدي، أن المرحلة المقبلة ستكون أفضل، موضحًا “لدينا اتصالات واتفاقات مع عدة منظمات دولية بخصوص مشاريع إغاثية، ونقوم حاليًا بتنفيذ البعض منها في منطقة الحولة”.

وقال إن منطقه الحولة قبل اندلاع أحداث الثورة السورية كانت مضرب مثل في سوريا بنشاطها الزراعي والتجاري وأعمالها الحرة، أما بعد عام 2011 أصيبت المنطقة بشلل كامل، وأصبحت الحياة شبه معدومة، وغدا معظم الشباب في حيرة من أمرهم.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع