شهد الموقف الفرنسي تناقضًا في التصريحات حول مصير رئيس النظام السوري، بشار الأسد، والأولويات التي تسير وفقها باريس في الملف السوري.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان لودريان اليوم، الجمعة 1 أيلول، إن بشار الأسد لا يمكن أن يكون الحل في سوريا، وإن المرحلة الانتقالية لن تجري معه، وذلك خلافًا لتصريحاته السابقة التي أوضحت أن أولوية فرنسا هي محاربة “داعش” وليس رحيل الأسد.
وأضاف أنه “لا يمكن أن نبني السلام مع الأسد (…) لا يمكنه أن يكون الحل، بل يمكن أن يكون الحل في التوصل مع مجمل الفاعلين إلى جدول زمني للانتقال السياسي يتيح وضع دستور جديد وانتخابات”.
واعتبر أن “هذا الانتقال لا يمكن أن يتم مع بشار الأسد الذي قتل قسمًا من شعبه”.
لكن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قال في تموز الماضي إن بلاده غيرت سياستها تجاه سوريا في عهده، خلافًا لما اتبعه سابقاه نيكولا ساركوزي وفرانسوا هولاند في تمسكهما بشرط رحيل الأسد.
وقال “لقد غيرنا بالفعل العقيدة الفرنسية حيال سوريا، وذلك من أجل التمكّن من الحصول على نتائج، والعمل بشكل وثيق جدًا مع شركائنا وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية”.
وعُرفت فرنسا منذ اندلاع الثورة السورية بموقفها المعادي للنظام السوري، مطالبةً برحيل الأسد ومحاسبته، على ما أسمته “جرائم حرب” ارتكبها في السنوات الأخيرة.
وبالتزامن مع التصريحات المتناقضة كلف الرئيس الفرنسي لودريان بتشكيل مجموعة اتصال جديدة حول سوريا لإحياء العملية السياسية المجمدة.
وقال “هذا ما سنفعله الآن حتى قبل أن نقول إن بشار الأسد سيرحل (…) إنها القوى الكبرى في مجلس الأمن الدولي والدول الرئيسية في المنطقة (…) إنه الوقت للقيام بذلك”.
وكان ما يقارب 100 مثقف ومفكر وباحث فرنسي وسوري تقدموا برسالة مفتوحة، الشهر الماضي، وقعوا عليها انتقادًا لتصريح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السابق، المتغير من بشار الأسد.
–