عنب بلدي – إدلب
استفاقت محافظة إدلب السبت 12 آب على حادثة اغتيال طالت سبعة عناصر من “الدفاع المدني” (الخوذ البيضاء) بعد مداهمة مركزهم في مدينة سرمين، وسرقة كافة محتويانه وآلياته.
ونعى “الدفاع المدني” في بيان له كلًا من زياد حسن قدحنون، باسل مصطفى قصاص، محمد شبيب (أبوزيد)، عبد الرزاق حسن حاج خليل، محمد ديب الهر (أبوكفاح)، محمد كرومة (حمص)، عبيدة (حمص).
وقال البيان “قامت المجموعة بتصفية الزمرة المناوبة في المركز والبالغ عددها سبعة عناصر، وسرقة سيارتين نوع فان، إلى جانب خوذ بيضاء وقبضات هيترا”.
وقال شهود عيان في المنطقة إن المسلحين استخدموا مسدسات مزودة بكواتم صوت، إذ لم يسمع صوت إطلاق النار.
القتل لم يكن بداعي السرقة
ولم تمض ساعات قليلة على حادثة الاغتيال حتى عثر على طريق سرمين- بنش أحد “الفانات” المسروقة.
وذكر مركز إدلب الإعلامي أن “الفان” عثر عليه محروقًا بشكل كامل بما فيه من معدات.
واعتبر ناشطون أن حرق “الفان” دليل على أن الهجوم على المركز لم يكن بداعي السرقة، وإنما من أجل قتل العناصر.
وبعد انتقادات واتهامات لهيئة “تحرير الشام”، التي تسيطر على سرمين معقل فصيل “جند الأقصى” سابقًا، أصدرت “الهيئة” بيان تعزية للدفاع المدني، أعربت فيه عن “حزنها” نتيجة مقتل العناصر.
وتعهدت “الهيئة” ببذل الجهد للقبض على مرتكبي الجريمة ومحاسبتهم، معربةً عن استعدادها لتقديم كافة أشكال الحماية المتاحة لتسهيل عمل الدفاع المدني في “المناطق المحررة”.
بكى طفلةً أنقذها وبكته “الخوذ البيضاء”
محمد ديب الهر (أبو كفاح)، كان من بين العناصر الذين قتلوا في العملية، وهو ابن مدينة سرمين و”صاحب القلب الطيب والشجاع” كما يصفه زملاؤه.
وأثار تسجيلٌ مصور نشره الناشط الإعلامي معاذ الشامي، في أيلول 2016، مشاعر كثيرٍ من السوريين، إذ ظهر فيه “أبو كفاح” باكيًا وهو يحتضن طفلة لم يتجاوز عمرها شهرًا واحدًا، خرجت من بين ركام منزلها الذي تعرض للقصف في مدينة إدلب.
وعزا العنصر سبب البكاء حينها بالقول “شعوري الأبوي تجاه هذه الطفلة، وأنا أفتخر بعملي مع بقية عناصر الدفاع المدني بعد عمل استمر لساعتين وخرجت بعده الطفلة سالمة”.
مصطفى الحاج يوسف، مدير الدفاع المدني في محافظة إدلب، أكد لعنب بلدي أن “أبو كفاح من بين شهداء مركز سرمين”.
وأوضح أن “مجموعة مسلحة اغتالتهم وسرقت سيارتين وهواتف وقبضات لاسلكية إضافة إلى خوذ للدفاع المدني من المركز”.
يتركز عمل الفريق على إنقاذ المدنيين وإسعاف الجرحى وإطفاء الحرائق، ودعم العاملين في شبكات المياه والكهرباء.
“أبو كفاح” صورة لمئات العناصر العاملين مع “القبعات البيضاء”، المنظمة التي لاقى عملها صدىً عالميًا، من خلال أكثر من 120 مركزًا في عموم سوريا.
وليست المجموعة أول ضحايا “الدفاع المدني”، إذ قتل أكثر من 150 عنصرًا خلال السنوات الماضية، وفق إحصاءات المنظمات الحقوقية، خلال عملهم في إخلاء المدنيين من أماكن القصف.