شهدت مدن وبلدت محافظة إدلب هدوءًا بعد ثلاثة أيام من الاقتتال الذي دار بين حركة “أحرار الشام الإسلامية” وهيئة “تحرير الشام”، وانتهى أمس الجمعة باتفاق بين قادة الطرفين.
وأفاد مراسل عنب بلدي في إدلب اليوم، السبت 22 تموز، أن هدوءًا يسود عموم الشمال بعد توقف “الاقتتال”، مشيرًا إلى أن “أحرار الشام” مازالت داخل معبر “باب الهوى”، كون الاتفاق ينص على خروجها منه مساء اليوم.
واتفق الطرفان على وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح المحتجزين من الطرفين، وخروج الفصائل من معبر “باب الهوى” وتسليمه لإدارة مدنية.
وكانت الهيئة فرضت حصارًا على معبر “باب الهوى”، الذي تديره الحركة، بعد تقدمها في عدة مناطق وطرق إمداد المعبر الرئيسية.
وبقي عددٌ من مقاتلي الحركة ومجموعة قدمت من مناطق “درع الفرات” شمال حلب، محاصرين داخل المعبر.
إلى ذلك أوضحت مصادر إعلامية أنه بعد خروج “أحرار الشام”، يبقى المعبر لمدة 15 يومًا بإدارته المدنية الحالية، على أن يتم تشكيل إدارة جديدة بعد ذلك.
وأشارت المصادر إلى أن الإدارة المدنية الجديدة مشتركة ومدنية إعلاميًا فقط، إلا أنها فعليًا بيد هيئة “تحرير الشام”.
وبعد الاتفاق سيّرت هيئة “تحرير الشام” أرتال عسكرية جالت في المحافظة، احتفالًا بما وصفه مقاتلوها بـ “الانتصار” بالمعركة.
وحمّل ناشطون الفصيلين مسؤولية تدخلٍ دولي محتمل في المحافظة، المدرجة على بنود “تخفيف التوتر” بموجب اتفاق أستانة، برعاية تركية- روسية- إيرانية.
وانعكس الغضب في مظاهرات شعبية شهدتها عددٌ من المناطق على غرار سراقب ومعرة النعمان.
وترفض تركيا وجود “تحرير الشام” على حدودها، وتعتبرها “إرهابية”، وقد أغلقت المعبر من جهتها حتى اللحظة.
وشهدت سماء المحافظة ليلًا طلعات جوية لطائرات “F16” يعتقد أنها تركية أو تابعة للتحالف، لكنها لم تشنّ أي غارات.
ولم تصرّح أنقرة رسميًا بأي تعليق حول الاقتتال أو خطواتها المقبلة.
وبدأ الاقتتال بين الفصيلين، الأربعاء الماضي، تقدم خلاله كلٌ منهما على حساب الآخر في مناطق مختلفة من المحافظة.
ووافقت “أحرار الشام” في اليوم الثاني من المواجهات على المبادرة التي طرحها مشايخ “أهل العلم” في المنطقة، مشيرةً إلى أنها تنتظر ردًا من المشايخ حول تجاوب الطرف الآخر.
إلا أن “الهيئة” رفضت المبادرة ودعت لـ “رؤية ملزمة وشاملة، تراعي من خلالها الحقوق السياسية والعسكرية والمدنية للأطراف جميعًا، خلال سبعة أيام من تاريخ بدئها”.