عنب بلدي – العدد 108 ـ الأحد 16/3/2014
قد يكون المقال هذا من باب الندب والردح الذي لطالما وسم أداء المعارضة أمام كل انتكاسة، وليس آخرها على ما يبدو للأسف انتكاسة يبرود.
في اتصال مع قناة الجزيرة يقول أحد المتحدثين الإعلاميين باسم الثوار في القلمون أن يبرود ما كانت لتسقط لولا التآمر الدولي والخذلان وسياسة الأرض المحروقة التي اعتمدها النظام السوري والمليشيات الطائفية الشيعية وغيره من الكلام المكرور الممجوج، الذي لن نمل من تكراره -فيما يبدو- ما لم نؤمن بأن سنن الله لا تحابي مؤمنًا ولا كافرًا، وأن الله قد قال في كتابه الكريم «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم»، ولم يقل إذا كنتم مؤمنين فقط وأطلقتم لحاكم وعمل كل بمفرده ستنتصرون.
المراقبون الدوليون كانوا في مدينة الحولة عندما ارتكبت قوات النظام تلك المجزرة الشنيعة، ولم يحرك أحد ساكنًا، فلماذا نحمل المجتمع الدولي مسؤولية كل انتكاسة طالما أنهم أعلنوها صراحة أنهم لن يتدخلوا في أي شيء.
قد يكون هناك مؤامرة على الشعب السوري وبشكل أدق، فإن هذا لا يحتاج إلى إثبات ولا إلى كثير نقاش، ولكننا بكل وضوح نساعد المجتمع الدولي في مؤامرته علينا، بل ونتآمر على أنفسنا أحيانًا إذا لزم الأمر.
ليست الدعوة إلى التوحد هي من باب الرومانسيات واستجلاب الشعارات والخطابات من العهد البائد، وإنما لأن الوحدة هي ضرورة وجودية لازمة، وبدونها فسيستمر مسلسل النكسات الدموية هذا.