مالك العبد المجيد – بلجيكا
جسّد المخرج والممثل السوري كميل أبو صعب، دور مدرس سوري أصابه الشلل نتيجة البرد في أحد المخيمات، ضمن عمل مسرحي، أقيم على خشبة مسرح المكتبة العامة في مدينة أنتويربن البلجيكية، السبت 13 أيار الجاري.
العرض جاء ضمن فعاليات مهرجان “حكايا أنتويربن”، بالتعاون مع منظمة “طاولات السلام”، التي يديرها السوري عمر النحاس، المشارك في العرض.
وقدم العرض باللغة العربية، وترجم مباشرة إلى الهولندية، اللغة التي يتحدثها سكان أنتويربن (شمال بلجيكا).
وحضر العرض المسرحي مهتمون من جنسيات مختلفة، أوروبية وآسيوية وإفريقية، وقال بعض من التقتهم عنب بلدي، إنهم أعجبوا بما قدمه أبو صعب، الذي جسّد قصة المدرس المشلول بعد تعرضه للبرد، مصورًا مأساته بكلماتٍ ومشاهد نقلت المدرّس إلى أوروبا، ووجدها أكثر بردًا.
تخرّج أبو صعب من المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، وعمل في مجال التمثيل والإخراج المسرحي والتلفزيوني، وشغل منصب مدير المسرح القومي في سوريا، قبل أن ينتقل مع بداية الحرب إلى بلجيكا، ويقيم فيها بصفة “لاجئ”.
لم يظهر مشهد المدرّس المشلول فجأة، إذ سرد أبو صعب تفاصيل حياته مع بداية الثورة السورية، وظروف اعتقاله من قبل النظام السوري، ليخرج المدرّس بعد 13 شهرًا، ويعود إلى قريته التي وجدها مدمرة وتحت سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”.
بطل القصة انتقل إلى المخيم عقب خروجه من السجن، والتقى زوجته التي توفيت، ما دعاه للسفر إلى أوروبا عن طريق الأمم المتحدة، على كرسي متحرك.
وعرض المخرج السوري جانبًا من الموت البطيء للاجئ، الذي لم تتغير ظروفه عما كانت عليه في سوريا، وكانت قصته في العرض واحدة من ثلاث قصص واقعية سردها أبو صعب “فهي لا تعد ولا تحصى”.
“أردت عكس معاناة الشعب السوري الذي غدت جزءًا من تفاصيل حياته اليومية”، قال أبو صعب، مضيفًا لعنب بلدي “أردت إخبار العالم بأن الدمار الذي حل بسوريا جاء عبر أيادٍ عديدة منها النظام السوري”.
اختار أبو صعب قصصه دون سواها، “لأن وسائل الإعلام لم تتطرق لمثل هذه الوقائع المرة، وخصوصًا في أوروبا”، وهذا ما دعاه لعرضها في عمل مسرحي للجمهور في بلاد اللجوء، وفق تعبيره.
وختم المخرج السوري حديثه، مشيرًا إلى أن الفكرة الأهم التي أراد إيضاحها “هي أن اللاجئ السوري الذي يعيش خارج أرضه، يكابد حياة قاسية باردة ومرة وليس كما يظنها ويتصورها البعض بأنها الفردوس المنتظر الذي سعى إليه كثيرون وانتهى بهم المطاف في أعماق البحار، ومن هنا جاءت “سعادة مُرّة”.
–