من الخطأ الاعتقاد أن الولادة الناجحة وانتهاء فترة الحمل ومنغصاتها، هو إذعان بمرحلة أكثر راحة للأبوين، بل إن العناية بالمولود الجديد تتطلب جهدًا إضافيًا ولاسيما في الأشهر الأولى.
سرّة المولود هي الجزء الأكثر حساسية في الأيام الأولى من الولادة، فهي صلة الوصل بين مشيمة الأم وجسم الجنين أثناء الحمل، تمد له الدم المحمل بالأوكسجين، وتلفظ عنه الدم المحمل بأكسيد الكربون، علاوة عن العناصر الغذائية الذائبة بالدم.
وبُعيد الولادة ماشرة يعقد الطبيب الحبل ويقطعه بعد 2 سم من السرّة، ثم يقطعه لتبدأ مرحلة جديدة ينتظر من خلالها الأبوين سقوط الجزء المتبقي من الحبل بقلق وتوتر.
وتورد عنب بلدي في هذا التقرير أربع خطوات ضرورية للعناية بسرّة المولود:
العناية الطبية قبل السقوط
وجب على الأم أن تعي أهمية نظافة سرة المولد والحبل المتعلق بها، وإبعادها قدر الإمكان عن الحفّاض كي لا تتلوث بالبول، وتعقيم الحبل المعقود ومحيط السرة بسائل كحولي ممد عند كل تبديل للحفّاض.
سقوط الحبل السري
عادة ما يسقط هذا الجزء من الحبل السري خلال سبعة إلى عشرة أيام من الولادة، وحالات قليلة التي يتأخر فيها سقوطها لأكثر من أسبوعين، وهو أمر طبيعي بحسب الأطباء.
تحتاج السرة لأن تلتئم لنحو عشرة أيام، تتطلب خلال هذه المرحلة الحفاظ على نظافتها وتعقيمها والمنطقة المحيطة بها، وتهويتها بشكل جيد، ولا بأس بتنظيفها بالماء والصابون.
لا تخف عند رؤية الدم
في كثير من الأحيان، تظهر قطرة دم على سرة المولود بعد سقوط جزء الحبل السري، وهو أمر طبيعي خلال الأيام الأولى من السقوط ريثما تلتئم السرّة بشكل كامل.
وينصح الأطباء في هذه الحالة، استخدام الأهل لمضاد حيوي تدهن به السرة ثلاث مرات في اليوم، وأهم المضادات في هذا المجال، هو “حمض الفيوسيديك”، المضاد الحيوي الموضعي، المستخدم عادة لمعالجة الالتهابات الجلدية وتطهير البؤر الجرثومية والجروح عند التهابها.
متى أذهب إلى الطبيب
الذهاب إلى الطبيب في الأشهر الأولى من الحمل هو أمر يجب أن يعتاد عليه الأبوين، ولا سيما أن الطفل قد يعتاد البكاء لساعات دون سبب.
ولكن وجب مراجعة الطبيب بخصوص السرّة حينما يتأخر سقوط الحبل السري لأكثر من عشرين يومًا، فهي دلالة على خلل في عمل الكريات البيضاء، أو وجود إنتانات جرثومية قد تؤثر بشكل خطير بدم المولود.
وإذا لاحظ الأهل وجود نزف كبير في السرة بعد سقوط الحبل السري، وجب مراجعة الطبيب فورًا، فهو أمر له عدة دلالات، أبرزها وجود رض في الحبل السري خلال الولادة، أو ربط الحبل بشكل غير كافي، أو وجود داء نزفي عند عند الوليد قد يسببه نقص في “فيتامين K”، أو ربما إنتانات جرثومية موضعية.