كيف ينظر أهالي دير الزور إلى ما يجري في مدينتهم اليوم؟

  • 2017/01/22
  • 2:18 ص
مدينة دير الزور شرقي سوريا_(انترنت)

مدينة دير الزور شرقي سوريا_(انترنت)

أورفة – برهان عثمان

على الرغم من توافق أهالي دير الزور على الحزن لحال مدينتهم وما حل بها، والقلق على مصيرها، ومصير من بقي فيها، إلا أن مواقفهم متباينة من المعارك التي تجري على أرضهم بين تنظيم الدولةوقوات النظام منذ حوالي الأسبوعين، والتي تعد الأعنف خلال عامين ونصف من سيطرة التنظيم على المدينة.

أساس هذا التباين يعود لموقف كل فرد من الصراع المستمر في المنطقة، والذي عززه مكان وجوده فيها، فأبناء دير الزور متناثرون في الخارج والداخل .

يقول أبو مالك، الذي يعمل في مدينة أورفة التركية لعنب بلدي، ”أتمنى أن يدخل التنظيم إلى الأحياء المحاصرة في المدينة وينهي هذه المعركة فينتهي الحصار وينتهي القتل ويتوقف الموت، وأن ينتهي النظام ولو على أيدي الشياطين”.

وجهة النظر التي تحدث عنها أبو مالك لا يوافق عليها الكثير من أبناء دير الزور، الذين يرون في دخول التنظيم شرًا يهدد وجود المدينة وتركيبتها، بحسب حسن، أحد أفراد “الجيش الحر” سابقًا.

يقول الشاب لعنب بلدي “دخول التنظيم إلى الأحياء المحاصرة يعني مجزرة محققة ستلحق بالأهالي”، فـ”مصير أكثر من 100 ألف مدني في مهب الريح.. التنظيم قد سن سيوفه لهذه المعركة وجهز أسلحته، وتؤازره في ذلك فتاوى التكفير التي أطلقها على المدنيين داخل الأحياء المحاصرة منذ أكثر من عام “.

خط النار

أصبحت الحرب خارجة عن سيطرة جميع الأطراف، وتحول المدنيون إلى مجرد أرقام يتم حسابها على أعداد ضحايا المنطقة، يتابع حسن “هذه المدينة كانت تنبض بالحياة قبل أن يحولوها إلى دمار متناثر، وركام مهجور، وهناك من يريد المزيد من حفلات الموت في المدينة”.

“عالقون في الجحيم”، بهذه الكلمات تصف أم قاسم أوضاع المدنيين في شطري المدينة فالجميع يحاصرونهم ويقتلونهم.

تقول السيدة الديرية لعنب بلدي “ نيران الحرب، الحصار، الممارسات الوحشية من النظام وميليشياته، وعلى الطرف الآخر المعادلة ذاتها، مضافًا إليها السيف واللباس الأفغاني “.

لم يبق من دير الزور سوى القليل من السكان، تتابع أم قاسم، يحاول أهالي الدير الحفاظ عليهم، “فماذا سيحدث إذا خلت المدينة من سكانها؟”.

أصدر التنظيم قرارًا أمر فيه من بقي من سكان الأحياء الخاضعة لسيطرته في المدينة بإخلائها، بحجة القصف الشديد على هذه المناطق والمجازر التي حدثت خلال الأيام الماضية في أحياء الحميدية والعرضي والعمال.

الخوف يؤرق الجميع في دير الزور، بحسب بعض الأهالي الذين عبروا لعنب بلدي عن خشيتهم من نتائج هذه المعارك، “التي قد تؤدي إلى إبادة وتهجير وسبي لا يقل عما جرى في قرى ومدن العراق، والتي احتفل فيها التنظيم بنصره ناحرًا عشرات الضحايا البشرية”، عدا عن اختفاء المئات من السكان الذين أسروا على يد عناصر التنظيم ثم انقطعت أخبارهم.

أثناء سيطرة التنظيم على منطقة البغلية، أسر التنظيم عددًا من العاملين في المجال الصحي، وعددًا من العوائل، إضافةً لقائمة طويلة من المختفين على الحواجز التابعة له، إذ تركز الخطف على مئات الشباب الذين حاولوا الخروج من الأحياء المحاصرة.

عشرات القتلى من المدنيين سقطوا في شطري المدينة منذ بداية الحملة التي شنها تنظيم “الدولة”، والبقية ينتظرون مصيرهم في ظل تقدم مستمر للتنظيم، أما القسم الثاني من المدينة والخاضع لسيطرة “الدولة الإسلامية” فيشهد عملية قصف يومي من مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، والطيران الحربي السوري والروسي.

ويستمر شلال الدم بالتزامن مع الخلاف على صفحات التواصل بين مؤيد للتنظيم، ومشجع لدخوله إلى الأحياء المحاصرة للانتقام من النظام وميليشياته، وبين معارض لهذا الدخول ومتخوف من نتائجه على الحجر والبشر . إضافةً إلى حملات مدنية أطلقها عدد من الناشطين تهدف الى لفت أنظار العالم إلى مأساة دير الزور وأوضاع المدنيين فيها.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع