عنب بلدي – خاص
أطلق ناشطون سوريون حملتين تحت عنوان “على ضفتي الموت” و”وجع الفرات”، للتذكير بالواقع الذي تعيشه محافظة دير الزور، وتدهور الأوضاع الإنسانية والمعيشية فيها، ومعاناة النازحين من مناطق تنظيم “الدولة الإسلامية” في الرقة، واتهامهم بأنهم “دواعش”.
دير الزور على ضفتي الموت
الناشط فراس علاوي، أحد مشرفي حملة “على ضفتي الموت”، أكد أن الفكرة جاءت بعد توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار بين فصائل المعارضة السورية والنظام، في 29 الشهر الماضي، لا يتضمن فقرة تتحدث عن تحييد المدنيين في دير الزور، خاصة وأن الاتفاق استثنى مناطق سيطرة التنظيم واستهداف مقراته التي تقع بين المدنيين.
وقال علاوي لعنب بلدي إنه “بعد مناقشة بين الناشطين على مجموعة ضمت أكثر من ألفي شخص من أبناء دير الزور، مثقفين وناشطين ومهتمين، أصدر الناشطون بيانًا قُدّم إلى الناطق باسم الوفد المفاوض، أسامة أبو زيد، الذي وعد بتقديمه إلى الجانب التركي”.
ووقع على البيان 28 مؤسسة وهيئة ومنظمة من ديرالزور، إضافة إلى 286 شخصية باسمهم الصريح.
وتمّ اعتماد “على ضفتي الموت”، الذي يرمز إلى وجود دير الزور على ضفتي تنظيم “الدولة” والنظام، لتسيل الدماء في المحافظة مثل نهر الفرات، بحسب علاوي.
وطالب علاوي الهيئة العليا للمفاوضات والفصائل المقاتلة التي تجتمع في أنقرة، إضافة إلى الوفد الذي سيشكل للمشاركة في محادثات أستانة، أخذ معاناة المدنيين بعين الاعتبار.
الفرات “موجوع”
الحملة تزامنت مع إطلاق منظمة “صوت وصورة” و”مرصد العدالة لأجل الحياة في دير الزور” حملة “وجع الفرات”، بالتعاون مع ناشطين من الرقة ودير الزور وحلب وإدلب.
مدير منظمة “صوت وصورة”، محمد خضر، قال في حديث إلى عنب بلدي، إن التجهيز للحملة بدأ منذ شهرين ونصف، وتعنى بالخارجين من مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، وخاصة المناطق الشرقية (دير الزور والرقة) والتهم الموجهة لهم.
وأضاف خضر أن هؤلاء يتهمون من قبل الحواجز الموجودة في الحسكة أو إدلب أو حلب، بأنهم “دواعش” إضافة إلى اتهام القاطنين في المخيمات أيضًا بالتهمة نفسها.
خضر أكد أن هدف “وجع الفرات” هو إظهار أن “هؤلاء هم سوريون فراتيون قبل أي مسميات أخرى، وهم جزء من الثورة وشاركوا فيها سلميًا وعسكريًا، لذلك يستحقون التعامل معهم في مناطق النزوح بطريقة أفضل”.
ومن أهداف الحملة إيصال الفكرة إلى الجمهور العالمي عبر التغريد ونشر الإحصائيات باللغة الإنكليزية، بأن التحالف الدولي وروسيا يقصفان المدنيين بمناطق التنظيم في ظل معاناتهم أيضًا منه، وبالتالي المدنيّون هم المتضرر الأكبر.
وجاءت فكرة الحملة المستمرة لعشرة أيام فقط، بحسب خضر، من أن “ارتباط المواطن في الرقة ودير الزور بنهر الفرات ارتباط عاطفي كبير، فكانت الرقة وماتزال تسمى درة الفرات، ودير الزور عروسه، وعندما تكون درة وعروس الفرات مغتصبتين، فإن الفرات بأكمله سيكون موجوعًا”.
توقيت واحد وهدف مختلف
تزامن إطلاق الحملتين دفع عددًا من الناشطين إلى الاعتقاد بأن هناك تعارضًا من قبل القائمين عليهما، لكن علاوي نفى ذلك مؤكدًا أن “لكل حملة هدفًا مختلفًا، فحملة (على ضفتي الموت) تهدف إلى تحييد المدنيين، أما (وجع الفرات) فتهدف إلى مساعدة النازحين من أبناء المناطق ولا تعارض بيننا”.
تصريحات علاوي أكدها خضر بأنه لا تعارض بين الحملتين، فـ “الأهداف منفصلة عن بعضها، هم يطالبون بتحييد المدنيين في داخل دير الزور فقط، بينما (وجع الفرات) تتحدث باسم المدنيين الخارجين من مناطق التنظيم، كما أن جمهورنا المستهدف هو مناطق النزوح في الحسكة وإدلب وحلب”.